الخليل- 27-02-2024، عقد المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة بجامعة بوليتكنك فلسطين ورشة عمل بعنوان (إدارة الأزمات والكوارث في زمن السلم والحرب) وبالتنسيق مع الهيئة المُستقلة لحقوق الإنسان ولجنة الطوارئ بمُحافظة الخليل ومُؤسسة سُفراء للتطوير المهني، حيث شارك فيها أعضاء لجنة الطوارئ في محافظة الخليل (الوسط) والدفاع المدني الفلسطيني، وبلدية وإطفائية الخليل، والمركز الوطني لإدارة مخاطر الكوارث، ومديرية الأشغال العامة والإسكان، والمُستشفيات الخاصة والعامة مُمثلة بالهلال الأحمر الفلسطيني، وفريق النشامى للدفع الرباعي ومديرية تربية وتعليم الخليل، ولفيف من مُؤسسات المُجتمع المدني.
وفي كلمته الترحيبية، أشاد نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المُجتمع الدكتور إسلام حسونة بأهميّة انعقاده الورشة في ظل ظروف العدوان على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والذي يستوجب الجهوزية الكاملة للطوارئ والعمل على توحيد الجهود لمُواجهة الأزمات والكوارث التي تواجهه الشعب الفلسطيني. وفي كلمته، أشار ممثل مؤسسة سفراء للتطوير المهني المهندس سامر المصري الى حيوية دور المُؤسسة في نشر الوعي المهني حول إدارة الأزمات والكوارث خصوصاً في الوقت الراهن.
وبدوره تحدث منسق لجنة الطوارئ في محافظة الخليل المهندس لؤي القيسي عن دور وجهوزية اللجنة وأعضائها في العمل على التخطيط لإدارة الأزمات والكوارث بمحافظة الخليل، من حيث التنسيق بين الأعضاء والجهات المُختصة وتوفير الإمكانات المادية اللازمة لذلك. ومن ثم تطرق مدير مكتب الجنوب في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المحامي فريد الأطرش إلى تأثيرات الحرب التي يخوضها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني المُحاصر في قطاع غزة، والتي يعمل فيها على استهداف كل مُقومات الحياة وأبرزها الجهات العاملة في الإسعاف والإنقاذ كالدفاع المدني والطواقم الطبيّة والمُستشفيات، مُشدداً على ضرورة رفع جاهزية المُؤسسات في الضفة الغربية لأي مُواجهة مُشابهة مُحتملة لما حدث في القطاع.
ووضح مدير المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة بجامعة بوليتكنك فلسطين الأستاذ مالك محمد سلهب مفهوم جاهزية المُؤسسات في زمن السلم والحرب، مُستعرض بعض الإحصائيات حول العدوان على قطاع غزة مُركزاً على الاستهداف الذي حصل لطواقم الإسعاف والإنقاذ من حيث عدد الشهداء والمُصابين والاستهداف المُباشر للآليات والمقرات.
وقد شارك في هذه الورشة عبر تطبيق الزووم مُمثل المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث السيد عامر جرادات، مُتحدثاً حول الأهداف من إنشاء المركز الوطني ودوره في التخفيف من آثار الكوارث والأزمات، وبناء ثقافة إدارة الأزمات الكوارث وإيجاد المعرفة والتنسيق بين كل جهات الاختصاص للعمل على إيجاد حلول إبداعية في مُواجهة الحالات الطارئة.
أمّا عن جهوزية مديرية دفاع مدني محافظة الخليل، تحدث المهندس طارق خمايسة حول هيكلية الدفاع مدني محافظة الخليل وتوزيع المراكز وعددها تسعة مراكز مُجهزة بالمعدات والآليات التخصصية للتعامل مع الحالات الطارئة.
وفي مُداخلة مُمثلي بلدية الخليل، تحدث المهندس حسام الشويكي حول خطة المنعة والمرونة الخاصة في إدارة الأزمات والكوارث في مدينة الخليل، موضحاً ماهية المنعة والقدرة على الصمود وذلك لتقليل الأضرار البشرية والمادية والتعافي من الصدمات نحو الاستدامة. كما وتحدث مدير إطفائية بلدية الخليل السيد أيمن ناصر الدين عن دور اطفائية البلدية في التعامل مع الحالات الطارئة اليومية في المدينة، وحول إنشاء مركزين حديثين لمُواكبة التطورات العمرانية والصناعية في المدينة هدفها الحفاظ على حياة المُواطن ومُمتلكاته حيث أصبح من الضروري إضافة مراكز أخرى للإطفاء، على الرغم من النقص الشديد في المعدات.
وقدم مدير مديرية الأشغال العامة والإسكان في محافظة الخليل المهندس بسام شعلان، إضاءة حول دور المديرية في التعامل مع الحالات الطارئة وخصوصاً في ظل المُنخفضات الجوية على الرغم من شح المعدات والموارد والكوادر البشرية العاملة. كما وأكّد الشعلان على ضرورة تزويد المؤسسات العاملة في إدارة الأزمات والكوارث بالمعدات والآليات التخصصية اللازمة.
بدوره تحدث ممثل القطاع الصحي الخاص والعام الدكتور يوسف التكروري مدير المستشفى الأهلي حول جاهزية المستشفيات العامة والخاصة في ظل الحالات الطارئة، مُستعرضاً كمثال آلية عمل القطاع الطبي في محافظة الخليل في مُواجهة جائحة فيروس الكورونا، مُشيراً الى وجود مُعيقات وان لا تخطيط مناسب للظروف او الحالات التي نواجهها، وان ما يحدث فقط هو استجابة لردات الفعل. وأشار التكروري أيضاً الى ضرورة تعزيز المنظومة الصحية الفلسطينية مع ضرورة توفير ميزانية خاصة بإدارة الأزمات والكوارث.
أمّا عن جاهزية جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تحدث منسق دائرة إدارة المخاطر والكوارث في الخليل السيد جودت جواد المحتسب، مُشيراً إلى وجود (1400) مُتطوع في مُحافظة الخليل مُسجلين لدى الجمعية، حيث انّهم مُتخصصون في مَجالات مٌتعددة في الإسعاف والإنقاذ. وتحدث أيضا عن جاهزية فريق النشامى للدفع الرباعي مدير الفريق السيد عبيدة المٌحتسب، حول تأسيس الفريق منذ العام )1998(، وأهم الخدمات والإسناد الذي يقدمه الفريق في ظل الحالات الطارئة، حيث أنّ أعضاء الفريق حاصلون على دورات تخصصية في الإسعاف والإنقاذ.
وفي ختام الورشة، تحدثت رئيس قسم ضبط الأداء المدرسي ومُنسق لجنة الطوارئ في مديرية تربية وتعليم الخليل الأستاذة منى الحداد حول الأزمات التي واجهت التربية والتعليم منذ بداية جائحة كورونا والإضرابات حتى حرب غزة والتعليم الإلكتروني، وعن عمل المديرية لمواجهة هذ الأزمات من خلال التحول إلى التعليم الإلكتروني ومُواكبة للظروف الطارئة، بالرغم من المُعيقات التي يواجهها الكادر التعليمي والطلبة من نقص في الأجهزة في التعليم الإلكتروني وصعوبة دفع فاتورة الكهرباء والإنترنت، وأيضاً صُعوبة وصول الكوادر والطلبة إلى المدارس بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.
وقد أوصى الحضور والمُشاركون بالورشة بمجموعة من التوصيات والتي من شأنها أن ترفع جاهزية المُؤسسات ذات العلاقة لمُواجهة الحالات الطارئة بفعالية، ومنها: تعزيز التعاون والتنسيق بين اللجان العاملة في إدارة الأزمات والكوارث، توفير المعدات والآليات التخصصية في إدارة الأزمات والكوارث، تبني وتفعيل نُظم الإنذار والاستجابة المُبكرة للوقاية من الأزمات والكوارث في فلسطين، تخصيص الموارد البشرية والمالية الكافية، تدريب وابتعاث كوادر بشرية مُتخصصة، التشبيك مع المُؤسسات الدولية العاملة في إدارة الأزمات والكوارث، العمل على رفع أعداد المُتطوعين من المُجتمع المحلي لمُواجهة أخطار الكوارث والأزمات بفعالية، وضرورة التشبيك مع القطاع الخاص لتعويض النقص في قلة عدد المعدات والآليات عند الجهات الحكومية المُتخصصة.